تمكن العلماء من كشف لغز ما يعرف إعلاميا بـ ” الحرارة المستحيلة”، وتقديم تفسير علمي مدعم بالأدلة البصرية المباشرة، وهي الهالة الشمسية التي تجعلها أكثر سخونة بملايين الدرجات من سطح الشمس نفسه، وكان لغز” الحرارة المستحيلة” حير العلماء منذ الأربعينات، حيث يوجد تفاوت حراري كبير بين سطح الشمس الذي لا تتجاوز حرارته 5500 درجة مئوية و هالتها الخارجية التي تصل إلى ملايين الدرجات المئوية.
نظرية الحرارة المستحيلة
العديد من النظريات افترضت أن موجات ألففين المغناطيسية، قد تكون سبب هذه الظاهرة، لكن مع غياب الأدلة المباشرة، أصبحت هذه الظاهرة فرضية غير مؤكدة لسنين طويلة، والاختراق العلمي الجديد جاء من خلال رصد موجات ألففين الالتوائية صغيرة الحجم وهي تتحرك حول الهالة الشمسية، وتنتقل هذه الموجات عبر الحقول المغناظيسية للشمس وتلتف أثناء حركاتها، وتنقل الطاقة من السطح إلى الطبقات العليا، وهو ما يؤدي إلى تسخين الهالة إلى درجاتها القصوى، وكان العلماء قدر رصدوا موجات ألففين كبيرة ومعزولة، حدثت بالتزامن مع التوهجات الشمسية، وظل وجود الموجات الصغيرة مجرد نظرية.
السر
كشف الباحثون السر وراء” الحرارة المستحيلة”، من خلال الصور عالية الدقة التي التقطها تلسكوب دانيال ك. إينوي الشمسي، التابع للمؤسسة الوطنية للعلوم الأمريكية في هاواي، وهو الأقوى من نوعه في العالم، ورصد التلسكوب حركة البلازما الشمسية، من خلال تتبع انبعاثات الحديد فائق الحرارة، والتي ظهرت باللون الأزرق عند اقترابها من الأرض وأحمر عند ابتعادها، وتمكن الفريق من رؤية الالتواءات المغناطيسية الدقيقة التي ظلت خفية طوال عقود، وذلك بعد إزالة التشويش الناتج عن الحركات التذبذبية الأخرى للبلازما، وأكد الباحثون أن هذه الموجات الصغيرة قد تلعب دور كبير في توليد القوى التي تدفع الرياح الشمسية وتساعد الهالة على بلوغ حرارتها الشديدة، ومن المتوقع أن هذه النتيجة وفك اللغز سوف يساعد في تحسين توقعات الطقس وتقديم تحذيرات أدق من العواصف الجيومغناطيسية التي قد تهدد شبكات الطاقة والأقمار الصناعية.